الاحتلال يعترف بمنتحري حرب غزة ويمنح عائلاتهم مخصصات
نشر بتاريخ: 2025/12/31 (آخر تحديث: 2025/12/31 الساعة: 14:24)

الأراضي المحتلة - قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزارة الحرب الإسرائيلية منح صفة «المتوفى بعد الخدمة» للجنود الذين شاركوا في الحرب على قطاع غزة وجبهات أخرى خلال العامين الأخيرين، وانتحروا بعد تسريحهم من الخدمة العسكرية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، يأتي القرار في إطار مسعى لمساندة عائلات الجنود، إذ يتيح لهم الحصول على مخصصات شهرية من وزارة الدفاع لمدة عامين، مع إمكانية تمديد هذه الفترة لاحقًا في حال ثبوت وجود صلة بين أسباب الانتحار والخدمة العسكرية.

وأوضح جيش الاحتلال أن نهج الاعتراف بهذه الحالات سيكون «شاملًا ومتكاملًا»، على أن تخضع الملفات لدراسة معمقة تأخذ في الاعتبار ظروف الخدمة العسكرية خلال فترة الحرب، سواء للجنود النظاميين أو أفراد الاحتياط الذين أنهوا خدمتهم قبل وفاتهم.

وشكلت لجنة خاصة لدراسة الطلبات المقدمة من عائلات الجنود المنتحرين، وتقييم مدى ارتباط ظروف الانتحار بالخدمة العسكرية، لا سيما في ظل الضغوط النفسية الناجمة عن المشاركة في العمليات القتالية خلال الحرب.

توصيات بشأن الدفن والتحقيق

وأوصت اللجنة بدفن أي جندي ينتحر بعد خدمته في مقبرة مدنية مع وضع شاهد قبر مدني، إلى جانب مظاهر تكريم عسكري تشمل إقامة مراسم تأبين رسمية. كما أوصت بفتح تحقيق خلال ساعات من وقوع الانتحار لتحديد ما إذا كان الجندي قد خدم خلال فترة الحرب.

وأشارت إلى استمرار مرافقة الجيش لجثمان الجندي لمدة سبعة أيام، قبل أن تتولى لجنة الاعتراف التابعة لوزارة الدفاع والجيش دراسة ملابسات القضية، بالتشاور مع قادة الجندي والحصول على تقييمهم لطبيعة خدمته، لتحديد مدى الصلة بين الانتحار والخدمة العسكرية.

وأكدت اللجنة أنه في حال ثبوت وجود صلة، فلن يُصنّف الجندي كقتيل للجيش أو كمعاق توفي متأثرًا بإصابته، بل سيُعترف به ضمن فئة «المتوفى بعد انتهاء الخدمة»، على أن تحصل عائلته على مخصصات شهرية لعدة سنوات.

وتناولت اللجنة الظاهرة بوصفها مشكلة منهجية لا تقتصر على حالات فردية، وضمّت في عضويتها خبراء في الصحة النفسية، ومستشارين قانونيين، ومسؤولين من قسم شؤون الأسرة في وزارة الحرب.

وأكد جيش الاحتلال أن دراسة كل حالة ستراعي مدة الخدمة، وطبيعة المهام، والتعرض لأحداث استثنائية، والفترة الزمنية الفاصلة بين التسريح والوفاة، إضافة إلى الظروف الشخصية الخاصة بكل جندي.

تصاعد مقلق في حالات الانتحار

ووفقًا لمعطيات الجيش الإسرائيلي، سُجلت 15 حالة انتحار في صفوف الجنود خلال حرب «السيوف الحديدية» الجارية على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع توقعات بارتفاع العدد خلال الفترة المقبلة.

وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أنه منذ بداية العام الحالي وحتى أغسطس/آب الماضي، سُجلت 16 حالة انتحار بين الجنود، بينهم 7 من قوات الاحتياط، فيما شهد شهر يوليو/تموز وحده 4 حالات، اثنتان منها خلال الخدمة، واثنتان بعد انتهائها.

وبحسب البيانات ذاتها، شهد عام 2024 انتحار 21 جنديًا، بينهم 12 من قوات الاحتياط، فيما سُجلت 17 حالة انتحار خلال عام 2023.

وأظهر تقرير صادر عن مركز أبحاث ومعلومات الكنيست الإسرائيلي، في أكتوبر الماضي، أنه مقابل كل جندي ينتحر، تُسجل سبع محاولات انتحار إضافية، ما يعكس أزمة نفسية متفاقمة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي في ظل استمرار الحرب.