لماذا يزداد الوزن دون سبب واضح؟ عوامل صحية ونفسية قد تكون وراء ذلك
نشر بتاريخ: 2025/12/28 (آخر تحديث: 2025/12/28 الساعة: 17:33)

يلاحظ كثير من الأشخاص ارتفاعاً في الوزن عند الإفراط في تناول السعرات الحرارية أو التقليل من النشاط البدني، وهو أمر يُعد طبيعياً. إلا أن القلق يبدأ عندما تزداد الكيلوغرامات دون تغيير واضح في نمط الحياة اليومي، ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الخفية وراء ذلك.

وبحسب موقع «ويب ميد» الطبي، هناك مجموعة من العوامل الصحية والنفسية والدوائية التي قد تؤدي إلى زيادة مفاجئة في الوزن، حتى مع الحفاظ على العادات نفسها.

في مقدمة هذه العوامل تأتي قلة النوم، إذ إن السهر لساعات طويلة قد يدفع إلى تناول وجبات خفيفة ليلية غنية بالسعرات الحرارية، إضافة إلى أن الحرمان من النوم يُحدث خللاً في الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع، ما يزيد الشهية ويقلل الإحساس بالامتلاء.

كما يلعب التوتر والضغط النفسي دوراً محورياً في زيادة الوزن، حيث يفرز الجسم هرمون الكورتيزول الذي يرفع الشهية، ويدفع البعض إلى تناول أطعمة عالية السعرات كوسيلة للتعامل مع الضغوط.

وتُعد بعض الأدوية من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن، وعلى رأسها مضادات الاكتئاب، إذ قد تؤدي إلى تغييرات في الشهية أو التمثيل الغذائي. وينصح الأطباء بعدم إيقاف هذه الأدوية أو تغييرها دون استشارة مختصة، لأن الاكتئاب نفسه قد يكون سبباً في تغيرات الوزن.

كذلك تُعرف الأدوية الستيرويدية، مثل البريدنيزون، بتسببها في زيادة الوزن نتيجة احتباس السوائل وزيادة الشهية، مع احتمال تغير توزيع الدهون في الجسم. ويحذر الأطباء من التوقف المفاجئ عن هذه الأدوية لما قد يسببه من مضاعفات خطيرة.

وتشمل القائمة أيضاً أدوية أخرى، مثل مضادات الذهان، وأدوية الصداع النصفي، والنوبات، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتي قد تؤثر في الوزن بدرجات متفاوتة.

وعلى الصعيد الصحي، يُعد قصور الغدة الدرقية من الأسباب المهمة لزيادة الوزن، إذ يؤدي نقص هرمونات الغدة إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، ما ينعكس على زيادة الكتلة الجسمية، حتى في الحالات البسيطة.

كما تُسهم متلازمة كوشينغ، الناتجة عن ارتفاع مستويات الكورتيزول، في زيادة الوزن، خاصة في مناطق الوجه والرقبة والبطن وأعلى الظهر، سواء بسبب تناول الستيرويدات أو اضطرابات في الغدد الكظرية.

وبالنسبة للنساء، تُعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر الاضطرابات الهرمونية ارتباطاً بزيادة الوزن، نتيجة مقاومة الإنسولين واختلال الهرمونات، حيث يتركز الوزن غالباً في منطقة البطن، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وأخيراً، قد يلاحظ البعض زيادة طفيفة في الوزن بعد الإقلاع عن التدخين، إلا أن هذه الزيادة غالباً ما تكون محدودة ومؤقتة، ولا تُقارن بالفوائد الصحية الكبيرة التي يحققها التوقف عن التدخين.

ويؤكد الخبراء أن زيادة الوزن غير المبررة تستدعي مراجعة الطبيب لتحديد السبب الحقيقي، ووضع خطة علاج مناسبة تضمن الحفاظ على الصحة العامة.