وفاة المخرج والممثل محمد بكري
نشر بتاريخ: 2025/12/24 (آخر تحديث: 2025/12/24 الساعة: 18:37)

متابعات: غيب الموت اليوم الاربعاء ،الفنان والمخرج الفلسطيني القدير محمد بكري، في أحد مستشفيات مدينة نهاريا، إثر تدهور حالته الصحية جراء صراع مع أمراض القلب. ويغادر بكري عالمنا تاركاً خلفه إرثاً فنياً عظيماً، ومواقف وطنية جسدت معاناة وصمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه.

مسيرة إبداعية عابرة للحدود

ولد محمد بكري في قرية "البعنة" بالجليل عام 1953، وبدأ مشواره الفني بعد دراسة المسرح والأدب العربي في جامعة تل أبيب. انطلق من خشبة المسرح ليصبح واحداً من أبرز الوجوه السينمائية، ليس فقط محلياً بل وعالمياً، حيث شارك في أفلام سينمائية كبرى في فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، وهولندا.

اشتهر بكري بأدواره العميقة والمركبة، ولعل أبرزها مسرحية "المتشائل" المقتبسة عن رواية إميل حبيبي، والتي قدمها لسنوات طويلة مجسداً فيها التناقض الوجودي للفلسطيني الباقي في أرضه.

"جنين جنين".. الفن في مواجهة الحصار

لم يكن محمد بكري مجرد ممثل، بل كان صوتاً وثق الوجع الفلسطيني من خلال الإخراج. ففي عام 2002، أخرج فيلمه الوثائقي الشهير "جنين جنين"، الذي نقل شهادات حية من مخيم جنين عقب عملية "السور الواقي". هذا الفيلم تسبب له في ملاحقات قضائية إسرائيلية استمرت لعقود، وصدرت قرارات بحظر عرضه، لكنه ظل صامداً يدافع عن روايته الفنية والإنسانية.

عائلة فنية بامتياز

يترك الراحل خلفه عائلة فنية واصلت نهجه الإبداعي، حيث برز أبناؤه صالح وزياد وآدم بكري كنجوم في السينما المعاصرة، ليحملوا مشعل والدهم الذي علمهم أن الفن رسالة قبل أن يكون مهنة.

نعي رسمي وشعبي

وفور إعلان النبأ، خيم الحزن على الأوساط الثقافية العربية والدولية. ونعى مثقفون وفنانون بكري بصفته "حارس الذاكرة"، مؤكدين أن غيابه يشكل خسارة فادحة للمشهد الثقافي الذي كان بكري أحد أعمدته الصلبة.