أدانـــت فلســطين العملية الإرهابية التي استهدفت محتفلين أستراليّين في سيدني، بمناسبة عيد الحانوكا اليهودي.
موقف فلسطين من هذه العملية انطلق من مبدأ أخلاقي وسياسي وحضــاري يــــرفض جميع أشكال التطرف والإرهاب، بما فيها قتل المدنيين، وما تقوم به إسرائيل من قتلٍ لأبناء شعبنا في غزة والضفة (وهذا ما تضمنه البيان الرسمي الفلسطيني).
ومنذ بداية النكبة وولادة الكفاح الوطني الفلسطيني التحرري، رفض الفلسطينيون أي محاولةٍ لإضفاء الصبغة الدينية على كفاحهم الوطني، وهذا موقفٌ ثابتٌ لا تغيير فيه ولا تراجع عنه.
غير أن ما يلفت النظر في المعالجة الإسرائيلية لعملية سيدني هو التوظيف الرسمي لها بإقحام مسألــــــــة الـــدولة الفلسطينية والاعتراف بها كأحد أسباب هذه العملية، وذلك من خلال رسالةٍ كان نتنياهو بعث بها إلى رئيس وزراء أستراليا قبل عدة أشهر وأفصح عنها مؤخراً.
لحسن الحظ، ومن تصاريف القدر، أن الذي أوقف المجزرة في سيدني هو رجلٌ اعتبره نتنياهو في البداية يهودياً شجاعاً، فإذا به مسلم سوري يحمل الجنسية الأسترالية، واسمه أحمد الأحمد، كاد يضحي بنفسه لإنقاذ حياة المحتفلين اليهود، وهذا ما أقرّ به نتنياهو مؤخراً.
الــعـربي السـوري الأسترالي، أحمد الأحمد، حاز على لقب بطل من قبل الدولة الأسترالية، وهذا ما ينبغي أن يشجع أستراليا على مواصلة نظرتها الموضوعية لعدالة قضايانا وحقوقنا الفلسطينية والعربية، ونظافة كفاحنا الوطني والقومي من أجل الحرية والاستقلال.
أحسنت فلسطين صنعاً حين أدانت العملية، وحين ذكرّت بجرائم حرب الإبادة في غزة والضفة، وهذا ما أحرج نتنياهو وهو رئيس حكومة الحرب، التي يضع فيها وزير أمنه الداخلي على صدره شعار حبل مشنقة.