حكومة "الفاشية اليهودية" تعيد تعريف "معاداة السامية"
نشر بتاريخ: 2025/12/15 (آخر تحديث: 2025/12/16 الساعة: 00:15)

فجرت عملية سيدني يوم الأحد 14 ديسمبر 2025، حركة فعل مختلفة، بعيدا عن "الإدانة الواسعة" لها، خاص دول عربية، فهي احتلت مكانة إعلامية واسعة، رغم أنها تزامنت مع عملية قتل في جامعة أمريكية، واستمرار عمليات حكومة دولة العدو الاحلالي في قتل الفلسطيني، رصاصا وتهويدا.

بلا نقاش، مجمل الاهتمام وردود الفعل لم يكن بكونها عملية إطلاق نار أو جريمة، بل ارتباطا بأن المستهدفين هم من يهود أستراليا، بينهم حاخام دعا لإبادة الشعب الفلسطيني، بل وصف رئيس حكومته بالخائن لو اعترف بفلسطين.

وقبل معرفة مسار العملية في سيدني، سارعت حكومة الفاشية اليهودية، من رأسها المطلوب للعدالة الدولية حتى الإرهابي المستوطن سموتريتش، وساعر وبن غفير لاعتبار ما حدث عمل "معادي للسامية"، وبأن أجهزتم الأمنية حذرت الحكومة الأسترالية من أفعال قادمة، ما يكشف أن التدخل بالشأن الداخلي يفوق المعتاد، بل وترسم خطا فاصلا بين سكان البلد وفقا للديانة، كمظهر عنصري صارخ.

لم تقف حكومة الفاشية اليهودية عن اعتبار الفعل بذاته "ضد السامية" رغم الكوميديا في الوصف، لكنها كشفت عن تعريف جديد لـ "معاداة السامية"، بأنه لم يعد مرتبط بالموقف من اليهودي كيهودي، حسب تعريف هتلر القديم، بل بات يعرف بأن كل من يعترف بالفلسطيني، شعبا ودولة هو "معادي للسامية".

التعريف الجديد لـ "معاداة السامية" تم صياغته من قبل الحاخام اليهودي الأسترالي المقتول في حادثة سيدني إيلي شلاينغر، عبر رسالته إلى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، ردا على قرار حكومة حزب العمال بالاعتراف بدولة فلسطينية، جاء فيها: "أناشدك ألا تخون الشعب اليهودي، هذه الأرض وهبها الله لإبراهيم، ثم لابنه إسحاق، ثم ليعقوب، لتكون الوطن الأبدي للشعب اليهودي".

أن تقوم حكومة الفاشية اليهودية بتعريف "معاداة السامية" ارتباطا بالحق الفلسطيني يكشف أن جوهر المعركة ليس دفاعا عن "يهود" أي كانت صفتهم، مجرمي حرب أو رافضين لها، رغم ندرة من هو يهودي ورافض للإبادة الجماعية، فذلك مؤشر جوهري على الانتقال من مرحلة لمرحلة تنطلق من بعد "تلمودي"، لتأكيد أن الصراع دخل في مسار ديني وليس سياسي.

ربط "العداء للسامية" بالاعتراف بالحق الفلسطيني، تساوي عمليا اعتبار غالبية دولة العالم وشعوبها في مصاف العداء لليهود، في محاولة استجدائية لاستنساخ "مظلومية سياسية" بعدما فقدت كل ما حاولته في زمن غابر خاصة ما بعد حرب هتلر، جراء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وحرب الإبادة عبر التهويد في الضفة الغربية والقدس.

محاولة حكومة نتنياهو الفاشية، التي تسللت عبر عملية نفذها من صنعتهم مخابرات أمريكا والموساد، من أدوات إسلاموية، في مناطق مختلفة لأغراض مختلفة، بينها في فلسطين، لا يجب أن تمر مروا عابرا، خاصة وأن التعريف الجديد لم يجد صدا سياسيا، وكأن حدث سيدني أصابهم بشلل عقلي، وغرقوا في حملة "الإدانات"، وكأنهم متهمين، رغم أن المتهم الحقيقي هو صانع تلك المجموعات، من مولها وساعدها على الانتشار.

وكي لا تصبح المقولة السياسية الجديدة التي أطلقها الحاخام اليهودي المقتول حول العداء للسامية، مبدأ جديدا في اللغة السياسية، لا يجب الصمت أو الاستخفاف بها، كونها انتقلت لصياغة رسمية من حكومة الإبادة الجماعية في تل أبيب.

حادثة سيدني، حملت ما هو أخطر بكثير من رصاصات ضد حفل يهودي، لأنها كشف الخطر السياسي القادم من صياغات تعريف "العداء للفلسطيني" انطلاقا من تحريف "العداء للسامية"، تقوم بها حكومة الفاشية اليهودية.